اكبر احتيال في تاريخ بريطانيا

قدمت السلطات القضائية البريطانية على فتح متابعة أفضت بعد المداولات إلى إدانة مواطن مغربي بستّ سنوات و11 شهرا من السجن النّافذ... حيث أنّ المعطى طال محمّد بُوزلّيم، البالغ من العمر 37 سنة، بعد أزيد من 10 سنوات قضاها على أراضي المملكة المتحدة مستفيدا من امتيازات خاصّة.

وكان المغربي بُوزلّيم قد قدّم نفسه للسلطات البريطانية بهوّية مزيّفة، إذ ادّعى كونه أفغانيا تعرّض للتنكيل من لدن نظام طالبان المنهار، كما مثّل دور المُعاني من عجز بدني لتلقّي مساعدات بقيمة تفوق 400 ألف جنيه إسترليني، وهو مبلغ كبير لمعادلته 5 ملايين من الدراهم المغربية.. هذا قبل انكشاف أمره وتموقعه في مواجهة القضاء وتهم ثقيلة أدين بها، وهي من طينة "النصب والاحتيال" و|التواجد غير المشروع فوق التراب البريطاني"، إضافة لـ9 تهم أخرى.




وكان ذات المغربي، وهو المتحدّث لـ6 لغات من بينها لسان الأفغان البَاشتُون، قد وفد على مطار "هِيثرُو"، منتصف عام 2001، ساردا قصصا "خيالية" عن فقده والديه جرّاء جرائم طالته من تنظيم طالبان المتطرّف.. كما ادّعى عدم قدرته على المشي وحاجته لرعاية صحّية طوال الوقت، وأقدم أيضا، طيلة تواجده ببريطانيا، على استعمال أسماء وهميّة، ووثائق مزوّرة، لنيل أموال خصصت بالأساس لمساعدة أفراد قدّم محمّد بُوزلّيم نفسه كـ "مسؤول وحيد عن رعايتهم".

وحده شريط فيديو مكّن سلطات لندن من فضح "الأفغاني المزيّف"، إذ صوّره رجل شرطة وبرز ضمنه المغربي محمّد بوزلّيم وهو يسير بسلاسة كبيرة وسط الشارع العام.. في حين أفضى تفتيش مسكن ذات الشخص إلى اكتشاف تسجيل سمعي بصري يوثق لبُوزلّيم وهو يرقص وسط حاضرين بحفل زفافه، المقام بالمغرب عام 2009، برشاقة لا تتناسب وإتقانه تمثيل دور "الأفغاني العاجز بدنيا".. ما حذا بفريق تحقيق أمني مختلط، من وكالة جرائم الحدود وعناصر الجنايات المالية، إلى التدقيق في المعطيات وكشف المستور.


ووفقا لملف القضيّة، وتفاصيل التحقيقات، فإنّ المغربي المعتقل حاليا ببريطانيا قد صنّف "محتالا من الدرجة الأولى"، وذلك بالنظر إلى إتقانه تمويه كافة المتدخلين المتعاطين مع ملفّه منذ وفوده على لندن وربطه الاتصال بمسؤوليها بناء على "ملف إنساني" اتضح مؤخرا زيفه وكافة تفاصيله..





كما اتّضح بأنّ والديّ محمّد، وهو المصرّح بدءً بوفاتهم على أيدي طالبان، قد سبق وأن استفادا من تأشيرة سياحة لزيارته بلندن. 


اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Facebook Digg Stumbleupon Favorites More